السلام عليكم:
اعمل مرشدة للمرحلة الإبتدائية، معلمه رأت احدى الطالبات وكانت تكتب الفاظا جنسية سيئه على دفتر المادة منها انها كتبت اسم العضو الشعبي للرجل انه يعجبها جدا وقامت بتمرير الدفتر لصديقتها ماهو التوجيه الصحيح تجاه ذلك؟ هل نبلغ أهلها؟ ام نعاقبها؟
اسم المستشار: د. أحمد عبد الفتاح الزكي
أختي الكريمة:
في البداية يطيب لي أن أوجه لك خالص التحية والتقدير لحرصك وإهتمامك وتوجههك لهذا الموقع الطيب لطلب النصح والمشورة، فلو أن كل معلم أو مرشد أو مسئول تربوي لاحظ سلوكا معيبا في تلاميذه أو أبصر مشكلة حقيقية وتوجه بطلب الإستشارة من المتخصصين لأمكنهم بعون الله السيطرة على كثير المشكلات.
وإذا أمعنا النظر في القضية التي طرحتيها لكي نحاول أن نقدم حلا ناجحا بإذن الله تعالى فإنني أعتقد أنها لا تمثل المشكلة الحقيقية فما ذكرته من قيام تلك الطفلة -وإن كنت لم تحددي المرحلة العمرية لها... هل في بدايات المدرسة الابتدائية أم نهايتها- من كتابة لكلمات جنسية هو أمر ليس بالهين إلا أنه لا يعدو سوى عَرَض لمشكلة أو ربما مشاكل أخرى أخطر وأهم تتلخص جميعا في خلل تربوي واضح يقع الجزء الأكبر منه على الأسرة والباقي ربما على المدرسة.
لذلك أقترح عليك أختي الكريمة أن تواجهي تلك المشكلة على عدة أصعدة، أولا عليك بالإتصال بأهل هذه الطفلة ولكن ليس لإبلاغهم، إنما للتعرف على أسباب تلك المشكلة منهم وتنبيههم لأخطاء تربوية ربما يقعون فيها، فبعض الأسر سامحها الله تسمح ببث قنوات فضائية خبيثة في بيوتهم وربما لا يدركون أن أطفالهم يمكن أن يشاهدوها في غيابهم أو في غفلة منهم، والبعض الآخر يترك الأطفال وحدهم وهم يشاهدون القنوات العادية وربما حتى قنوات الأطفال المتخصصة، ظنا منهم أن الأمر لا ضرر منه... وما عساها تلك القنوات أن تقدم؟؟ ولا يدركون أن دورهم التربوي يلزمهم أن ينقحوا ما يشاهده أطفالهم إما بالحجب أحيانا عن مشاهدة ما لا يناسبهم أو بالتعليق أحيانا على ما ورد من سلوكيات لكي يغرسوا في أطفالهم السلوكيات السليمة ويبعدوهم عن ممارسة السلوكيات الخاطئة.
كما أن كثيرا من الأسر تشترك في خدمات الإنترنت الدائم في البيت وتجعله متاحا لأطفالها دون رقابة تذكر بل ربما يتيحون للطفل أن يلج الشبكة العنكبوتية من جهازه الخاص في حجرته المستقلة دون أي توجيه أو متابعة ظنا منهم أن دورهم إنتهى عند توفير الإحتياجات المادية وهم لا يدركون أنهم يقدمون لفلذات أكبادهم العسل ممزوجا بسموم قاتلة!
وبعض الأسر قد تسمح لأطفالها بالإختلاط بأطفال آخرين من العائلة أو من خارجها قد يكونون سيئي السلوك يتعلمون منهم كل قبيح ويقتدون بهم في كل ما هو سيء ويتخذونهم قدوة في ظل غياب القدوة السليمة والتنشئة الصحيحة وتجاهل الأهل لدورهم الحقيقي.
إذن عليك أختي الكريمة أن تطلبي من أهل تلك الطفلة ألا يعاقبوها بل يبحثوا أولا عن السبب الحقيقي وراء هذه السلوكيات المستهجنة التي ربما تكون بريئة ولا تعدو أن تكون هذه الطفلة ضحية لأحد العوامل سالفة الذكر.
من جانب آخر يمكنك الحديث مع المعلمات اللائي يقمن بالتدريس لتلك الطفلة وأن تطلبي منهم مزيدا من الإهتمام بها فربما قامت تلك الطفلة بتلك السلوكيات رغبة منها في جذب الإنتباه إليها أو شعورا منها بأنها مُهْمَلة أو متأخرة دراسيا فأرادت أن تبدي تفوقا على أقرانها ولو في هذا الأمر المشين.
أخيرا يبقى عليك دور أختي الكريمة كمرشدة تربوية في المدرسة...حيث يمكنك الحديث مع تلك الطفلة لتوضحي لها كيف أن هذه الألفاظ لا تليق بفتاة مسلمة طيبة وأنها تجلب غضب الله وسخطه عليها وأنها تذهب نور الوجه الذي يكسو وجوه الفتيات الصالحات وأن الحياء شعبة من شعب الإيمان وهكذا...، ومن جانب آخر يمكنك أن تشجعيها دراسيا وتوجهيها لممارسة الأنشطة التربوية المختلفة والتي قد تجد فيها متنفسا لما لديها من طاقة وشغلا لما عندها من فراغ.
في النهاية لا يسعني إلا أن أدعو الله أن يهدي أبناءنا وبناتنا ويوفقهم لما فيه خير الدنيا والآخرة وأن يوفقنا نحن الآباء والتربويين في أن نؤدي الأمانة ونقوم بواجبنا التربوي ونتحمل مسؤوليتنا التي سيسألنا الله عنها يوم القيامة.
المصدر: موقع المستشار.